الحياة في مأرب تقاوم الحرب والنزوح

الصحوة نت 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

استقبلت محافظة مارب رمضان لهذا العام بأزمات جديدة أضيفت إلى الأزمات السابقة التي خلفها انقلاب مليشيا الحوثي المدعومة ايرانيا على السلطة منذ21  سبتمبر 2014.

 تمثلت تلك الأزمات في موجة نزوح جديدة لمئات الأسر من الجوف ونهم، اضافة إلى الأضرار الكبيرة التي خلفتها السيول على مخيمات النازحين ومنازل وسط المدنية مع قدوم رمضان المبارك.

هكذا مارب كعادتها منذ عصورها الغابرة عصية قوية، تقهر الموت ولا تؤمن إلا بالحياة  والحياة فقط، الأجداد الأوائل أسسوا تلك المبادئ على أرض الواقع بالسدود والماء والزرع والثمار والحب أيضا، "بلدة طيبة ورب غفور".

تتضاعف خلال شهر رمضان المبارك الحركة في المدينة، المدينة التي تمددت أضعافا في كل الاتجاهات، خلال أربع سنوات من الحرب، زحام المارة والسيارات يتصاعد مع انتصاف النهار ويبلغ ذروته مع اقتراب موعد الافطار ويستمر حتى وقت متأخر من الليل.

منغصات عدة  تضاف إلى سكان المدينة المنهكين بالحرب والنزوح، أبرزها استهداف المدينة من قبل مليشيا الحوثي بين حين وآخر بالصواريخ وسقوط ضحايا.

ارتفاع الأسعار للمواد الغذائية والاستهلاكية والملابس هو الآخر يضاعف من معاناة السكان، اضافة إلى ارتفاع اجور الحوالات التي تصل إلى مبالغ خيالية، بسبب رفض مليشيا الحوثي التعامل بالطبعة الجديدة للعملة واختلاف أسعار الصرف في مناطق المليشيات.

بحسب التاجر أحمد، فإن  تدهور سعر العملة هو السبب الرئيس الأسعار بسبب إلى التدهور المتواصل لسعر الريال أمام العملات الخارجية، مؤكدا أن تلك الأثار تعود بأثارها السلبية على الجميع لكن المواطن البسيط هو من يدفع ثمنها بشكل كبير.

تلعب المنظمات الدولية والمحلية خاصة برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، دورا كبيرا في تخفيف المعاناة عن النازحين بمنحهم حصص مساعدات غذائية.

 يقول حمزة (نازح ورب أسرة)  إن حيث تمثل تلك الحصص الغذائية ركيزة الأساسية لتموين الأسر النازحة أو معظمها، فبدون تلك المساعدات سيكون الوضع سيء للغاية، كما يقول.

يضيف حمزة، إنه لا يملك أي مصدر مستمر للدخل، ويعتمد على الأجر اليومي، ولن يفي بمتطلبات أسرته  مقارنة بأسعار المواد الغذائية، لكن معتمد على ما يحصل عليه من حصة غذائية شهرية وهي أهم شيء لأسرته.

 في مسار آخر للمحافظة  التي يعتبرها اليمنيون كافة أنها عاصمتهم بعيدا عن أي اعتبارات وحسابات سياسية، المسار يتمثل في معركة الدولة مع مليشيا الحوثي الانقلابية، حيث تتخذ الحكومة من  مارب المركز الرئيس  لتحركات قواتها العسكرية نحو أبرز الجبهات في صنعاء والجوف والبيضاء.

تُـمثل مارب بالنسبة للحكومة ومؤيدي الشرعية حصنها الأكثر أهمية  ولذا كما يقال فهي مدينة لا تنام عن التهديدات المحتملة، حركة الجند والأمن أشبه بخلية نحل، تحركات آليات وقوات الحكومة نحو الجبهات ودوريات الأمن التي تطوف احياء المدينة وأطرافها، اضافة إلى التحشيد من قبائل مارب والمحافظات الأخرى نحو الجبهات لمواجهة المليشيات.

أخبار المواجهات لا تنقطع في أكثر من جبهة بين كر وفر، فخلال الأسابيع الأخيرة منيت المليشيات بخسائر بشرية فادحة خلال مواجهات قوات الجيش رغم الهدنة المعلنة، غير أن المليشيات لم تلتزم بحسب مصادر عسكرية.

في رمضان لم يتغير الوضع بالنسبة لأخبار المواجهات والتحشيد لمواجهات هجمات المليشيات على مواقع الجيش، حيث يعتقد المقاتلون أن رمضان هو الموسم الأفضل في الرباط والمواجهات، بحسب الجندي طاهر.

 طاهر يلبس بزته العسكرية قال أثناء مقيله معنا لوقت قصير، إنه استلم راتبه ونزل من موقعه لتحويل مصاريف شهر رمضان لوالده، وإنه يشعر بالاطمئنان عندما يعود إلى موقعه بين زملائه رغم قساوة الطبيعة والتضاريس، "لكننا تعودنا" هكذا اختتم حديثه.

لم تنقشع بعد غبار الحرب في مارب، لكن ماكينة الحياة تعمل جاهدة لتأسيس مدينة لائقة بمكانتها وحضارتها الضاربة في جذور التاريخ، تعمل السلطة المحلية جاهدة على أيجاد بنية تحتية رغم الصعوبات المادية والمعوقات، لاستيعاب العدد الهائل من السكان وتوفير أدنى مستويات من الخدمات الأساسية.

ينظر اليمنيون الطامحون لعودة الدولة ومؤسساتها، إلى مارب وسلطاتها على أنها هي الانموذج الذي ينبغي أن تنهج بقية المحافظات ذات النهج في التعايش ووحدة الصف واحتضان الدولة ومؤسساتها.

يقول عبدالرزاق معلقا على هذا الموضوع "تحيا أجساد اليمنيين الشرفاء مع كل خبر يؤكد أن مارب شامخة أبية عصية وأنها بخير، وتمرض أبدانهم وعقولهم عندما يتسرب لهم خبرا أو شائعة أن مارب تعاني والدليل على ذلك الكم الهائل من الاتصالات الذي يتلقاه سكان مارب من كل المحافظات للاطمئنان على وضع محافظة والقبائل والساكنين، فمارب آخر أمالهم بإنهاء المعاناة ودحر البغاة اللصوص".

إخترنا لك

0 تعليق