في خطوة وُصفت بأنها مفاجئة ومهمة في عالم الأمان الرقمي، أعلن تطبيق واتساب إطلاق ميزة جديدة تتيح تشفير النسخ الاحتياطية باستخدام مفاتيح المرور (Passkeys) لمستخدمي أندرويد وiOS.

جاء القرار بعد سلسلة من تسريبات كلمات المرور العالمية، كان آخرها تسريب أكثر من 183 مليون حساب لتطبيق البريد الإلكتروني Gmail، ما جعل كبرى الشركات التقنية تسارع إلى اعتماد تقنيات أكثر أماناً، بحسب موقع Forbes.

ما هي ميزة واتساب الجديدة؟

تتيح مفاتيح المرور (Passkeys) للمستخدمين، إمكانية تشفير النسخ الاحتياطية للمحادثات باستخدام بصمة الإصبع أو التعرف إلى الوجه أو رمز قفل الشاشة، بدلاً من الاضطرار إلى تذكر كلمات مرور معقدة أو مفاتيح تشفير طويلة تتألف من 64 رقماً.

تمثل الميزة التي أعلن عنها واتساب امتداداً لخاصية التشفير الكامل (End-to-End Encryption) التي أطلقتها الشركة عام 2021 لحماية المحادثات والنسخ الاحتياطية، مثل الصور، والملاحظات الصوتية، والمحادثات المهمة.

خلفية القرار: من كلمات المرور إلى مفاتيح الأمان

رغم أن تطبيق «واتساب» كان قد أطلق دعم مفاتيح المرور على أندرويد في أكتوبر 2023، ثم على أجهزة آيفون في إبريل 2024، إلا أن الميزة كانت تقتصر على تسجيل الدخول إلى الحساب.

بينما توسّع الخطوة الجديدة نطاق الحماية لتشمل نسخ المحادثات الاحتياطية نفسها، ما يعني أن المستخدم أصبح يتمتع بنفس مستوى الأمان في محادثاته وملفاته المؤرشفة.

لماذا هذا التغيير مهم؟

أشار خبراء الأمن السيبراني إلى أن اعتماد مفاتيح المرور يمثل قفزة نوعية في حماية البيانات الرقمية، إذ إنها تقلل من خطر الاختراقات المرتبطة بكلمات المرور المسروقة أو الضعيفة.

ووفقاً للخبير الأمني ديفي ويندر من مجلة Forbes، فإن هذا التحديث خطوة محورية نحو مستقبل خالٍ من كلمات المرور التقليدية.

الطرح التدريجي للمستخدمين

رغم الإعلان الرسمي في 30 أكتوبر 2025، أكد «واتساب» أن الميزة لن تكون متاحة فوراً للجميع، بل ستُطرح تدريجياً خلال الأسابيع والأشهر القادمة.

ولذلك، نصح الخبراء المستخدمين بالتحقق يدوياً من تفعيل الخاصية عبر المسار التالي:

الإعدادات - الدردشات - النسخ الاحتياطي للدردشة - النسخ الاحتياطي المشفّر تماماً، ثم البحث عن خيار مفاتيح المرور (Passkeys).

مستقبل الأمان في «واتساب»

مع تجاوز عدد مستخدمي «واتساب» 3 مليارات مستخدم حول العالم، تسعى الشركة الأم «ميتا» إلى جعل التطبيق من أكثر المنصات أماناً، في وقت تتزايد فيه التهديدات السيبرانية وتسريبات البيانات.

ويبدو أن هذه الخطوة الجديدة ليست سوى بداية لموجة من التحديثات الأمنية المتقدمة التي ستجعل تجربة استخدام «واتساب» أكثر حماية من أي وقت مضى.