في حضن أم أنهكها الخوف، ترقد الطفلة الرضيعة مسك العديني، ذات الأشهر الستة داخل غزة، وهي تكافح من أجل البقاء في عمر يفترض أن يكون بداية للحياة لا ساحة للألم.
مسك، الطفلة الوحيدة لوالدتها، تعاني من فقدان جزء غير محدد في الدماغ، خلف ارتخاء شديدا وكاملا في جسدها الصغير، فباتت عاجزة عن تحريك رقبتها أو أطرافها، وكأن الجسد استسلم مبكرا لثقل المعاناة.

مسك العديني
معاناة مسك
المأساة لا تقف عند هذا الحد، بل إن الطفلة تعاني من حموضة خطيرة في الدم، وسوء تغذية حاد تسبب في إسهال مزمن واستفراغ مستمر، إلى جانب ارتفاع مقلق في درجات الحرارة.
ومع عجزها عن الرضاعة الطبيعية، تواجه مسك صعوبات حادة في التنفس، لتتحول كل لحظة من حياتها القصيرة إلى معركة صامتة، تخوضها وحدها، بينما تراقبها أمها بعينين ممتلئتين بالعجز والدعاء.
ارتفاع الوفيات بين الأطفال
وفي 21 ديسمبر، أكد رئيس وحدة المعلومات في وزارة الصحة بغزة، زاهر الوحيدي، أن هناك 1500 طفل ينتظرون فتح المعابر من أجل السفر للعلاج بالخارج، لافتا إلى أن هناك 110 آلاف من الأطفال في القطاع يعانون سوء التغذية من بينهم 9500 يعانون سوء التغذية الحاد.
وأضاف خلال بيان للوزارة، أن 42 % من النساء الحوامل في غزة يعانون فقر الدم، مشيرا إلى ارتفاع الوفيات بين الأطفال بالقطاع نتيجة غياب الخدمات الصحية وحرمانهم من السفر، ووفاة 1200 مريض بينهم 155 طفلا بسبب عدم إجلائهم خارج القطاع لتلقي العلاج.
مناشدة الأب
من جانبه قال والد الطفلة الرضيعة مسك العديني بصوت يثقله الألم: "حالة ابنتي صعبة للغاية، وكل يوم يمر عليها أشعر وكأننا نفقدها أكثر، مضيفا أن الأطباء حاولوا تقديم ما أمكن من إسعافات داخل المستشفى، لكن نقص المعدات والإمكانيات الطبية حول المحاولات إلى مسكنات مؤقتة لا أكثر، في ظل وضع صحي لا يحتمل الانتظار.

الطفلة مسك العديني
ويضيف الأب في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الأطباء أكدوا أن حالة مسك حرجة للغاية، وحذرونا من تدهور صحي وشيك قد يحدث في أي لحظة، متابعا: "مع كل ساعة تمر، تتضاءل فرص الطفلة في النجاة داخل القطاع، حيث تعجز المستشفيات عن توفير العلاج التخصصي اللازم".
ويختتم الأب مناشدته: "مسك بحاجة ماسة وعاجلة للعلاج خارج غزة، هذا هو الأمل الوحيد لإنقاذ حياتها. أنقذوا مسك قبل فوات الأوان".


















0 تعليق