نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المحامي الـ(الشاطر) والمحامي (المهمل), اليوم الأحد 1 يونيو 2025 11:30 مساءً
إذاً: على نحو ما ذكرت، نفهم أنه (هناك) تعدد في ألوان صياغة المذكرات القانونية.! لاعتبار أن تناسق لون صورة خطاب مذكرة الترافع في مجلس القضاء، لا يتم رونقه دون درجات أساسية للون واحد من المحبرة المهنية لعمل المحامي.
وهنا الكلام للعموم، تأكد أنك حينما تشاهد رسم المذكرة القانونية، ترى بعينك حُلو، تكامل الألوان، لتصبغ صورة (الحقيقة) بشكل زاهٍ وواضح يوصل المعنى والمقصود ويقنع القاضي بـ(الحقيقة)!!
واستكمالا لما سبق الإشارة إليه، والمقصود في هذا السياق، المحامي (المهمل) بأن لا تظن، حينما تكتب المذكرة لـ(موكلك) الذي - وضع مصيره بيدك - وتقوم دون وعي منك! وتردم الجمل والكلمات بفارق بين الجملة والمعنى، ويصبح موضوع القضية في وادٍ ومذكراتك التي ترافع بها في وادٍ آخر، أنك أديت الأمانة التي عليك.
وأزيدك من البيت شعرا، أن بشاعة صورة (القضية)، التي أنت احتضنتها سببها أكوام حشو الجمل والكلمات، المتراكمة على بعضها، تقزز منها شعور القاضي، وأخذته الريبة والشك في أن الحق مع موكلك؟ لأنك - يا صديقي المحامي المهمل- لم تحسن رسم لون الـ(حقيقة).
إن العدل ووضع ميزان الحق بين العباد، لا يوكل للقاضي وحده، لأن أمانة (العدل) يأبى القاضي أن يحملها، ويشفق منها، وتحملها (أنت) وتبوء بوزرها وإثمها، إذا كنت مهملا وظلوما وجهولا!
أما علمت أيها (المهمل) أن النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول: أقضي على نحو ما أسمع، وعلى ذلك لا تتكون قناعة القاضي بالقضية التي يفصل فيها إذا لم يسمع صوت (الحقيقة)!
يا قوم: يطلعكم المحامي الـ(شاطر) على وجه آخر من صورة المذكرة القانونية التي يرافع بها أمام المحاكم القضائية، ويبين (الحق)، لأنه رسمها من ألوان متناسقة أساسية (الوقائع، القانون، التكييف) يمزج هذه الألوان بنسب مختلفة، لينتج ألوانا ترسم جمالية صورة العدل، يبتهج بها صاحب الحق، الذي وكله نيابة عنه، يطالب بحقوقه؛ أو يدفع شر ظالم عنه؛ أو يخفف عنه أوجاع وعواقب خطيئته، وخير الخطائين التوابون.
ختاما: المحامي (الشاطر) والمحامي (المهمل) عملة واحدة، ولكن لها وجهين مختلفين، لكل وجه قيمة وتكلفه، ولا يستوي دينار الذهب، بدينار الحديد.
expert_55@
0 تعليق