نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
طلبات التوصيل بين الحاجة والحذر, اليوم الأربعاء 18 يونيو 2025 11:31 مساءً
هذه الجريمة ليست فردية بل ناقوس خطر يستدعي التوقف الجاد عند منظومة التوصيل المختلفة سواء طلبات الأكل والشرب أو الملابس أو الأجهزة التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. بسبب أن هذه الخدمات أصبحت حلا سريعا وضروريا خلال جائحة كورونا، ومع مرور الوقت، تحولت هذه الحاجة إلى عادة متجذرة، وسوق ضخم ينمو بسرعة ويفتح المجال لكل من يرغب بالعمل، وأحيانا دون ضوابط أمنية كافية من خلال العديد من التطبيقات التي تعتمد على مندوبين فوريين لتغطية القصور الوظيفي، مجرد إثبات رقم الهوية ورخصة القيادة.
برأيي النفسي لوضع حالة عامل التوصيل بأنه كان يحمل نوايا مسبقة خبيثة وسلوكيات مضادة للمجتمع إضافة لتلك الضغوطات المالية التي حركت لديه الجانب الإجرامي ويبدو أنه انتظر وراقب الوضع طويلا حتى تسلل لداخل المنزل.
السؤال الأهم: هل أصبحت منازلنا متاحة للمستغلين الغرباء والمضطربين نفسيا بحجة الراحة وسرعة الخدمة؟
نحن لا يمكن أن ننكر بأن خدمات التوصيل أصبحت حاجة ملحة، خاصة في ظل التغيرات المجتمعية وتسارع نمط الحياة الذي غاب معه الوعي الكافي بضرورة التعامل الحذر وعدم منح الثقة التامة تحديدا عندما يتعلق الأمر بالأمان المنزلي.
مسؤولية التوعية المجتمعية واجب على الجميع للتنبيه المستدام من الأسرة الأزواج والزوجات والأبناء والأطفال والمحيط المساعد لنا كالعاملات والسائقين ومن هم ملاصقين في الحيز السكني من الجيران ومن يسكنون مفردهم بعدم السماح لمندوبي التوصيل حتى وإن كانوا معروفين لدينا ومألوفين لنا بالدخول لعتبة منازلنا وتجاوز حدودها كفناء المنزل والباحات البينية للأبواب الخارجية، وسرعة الإبلاغ عن أي سلوك مريب وغريب ونشره في مجموعات التواصل تعزيزا لمبدأ الحيطة والحذر لكل من تسول له نفسه استغلال أي ثغرة لأن النفس البشرية أمارة بالسوء والقانون لا يحمي من غفل عن حماية نفسه ومن حوله؛ من منطلق «بل الإنسان على نفسه بصيرة».
كذلك يلزم على الجهات الرسمية المانحة للتصاريح والتراخيص قانونيا وتنظيميا تشديد آلية التحقق الأمني الإلزامي المتتابع لمندوبي التوصيل، بما يشمل سجلاتهم الجنائية ومسحهم الأمني للخلو من أي سوابق، مع إجراء الفحص النفسي والسلوكي المبدئي شكليا على أقل تقدير، وتفعيل حملات توعية إعلامية ونشرات دائمة ترسل على جوالات المجتمع للتحذير والتقنين للعلاقة بين المندوب، والعميل لإيضاح الحدود والحقوق والواجبات المفروض اتباعها وعدم انتهاكها.
«الراحة المكانية» و»الخدمة السريعة» و»الثقة المطلقة» مع انعدام تعزيز ثقافة اعقلها وتوكل تصنع ثغرات يتسرب من خلالها عديمو الإنسانية بأفكارهم الشيطانية يستغلون الوضع لتنفيذ جرائمهم الجنائية.
Yos123Omar@
0 تعليق