السعادة والإنتاج! أين نقف؟

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
السعادة والإنتاج! أين نقف؟, اليوم الاثنين 4 أغسطس 2025 09:52 مساءً


تقف الإنسانية اليوم أكثر من أي وقت مضى على مفترق طرق حقيقي في مسيرتها نحو تصحيح مسارات قديمة، وفي توجهاتها الرامية إلى صناعة واقع ومستقبل يتناغمان مع مناهج العصر التي لا تشبه سابقاتها! وكما أن الإنسان تزدهر أفكاره كلما هدأ واطمأن، فإن كل لحظة سعادة في حياة الإنسان ستظل تمثل فرصة أكبر لإنجازات وابتكارات أفضل!

لم تعد فكرة ارتباط سعادة الإنسان وعلاقتها بجودة الإنتاج ضربا من ضروب أدبيات الإدارة والاقتصاد والقيادة، بل باتت مُسلَّمة من مسلمات إدارة كل سوق يرغب أصحابه بتحويله إلى رافد اقتصادي أخلاقي من جهة، ومن جهة أخرى إلى جعل إنتاجه الأعلى قيمة من حيث الجودة، وهذا السوق سنجده بدرجات كبيرة في مجتمعات صناعية شهيرة نرصد منها اليوم مجتمعات الصناعة في الاتحاد الأوروبي بدرجة أعلى، وبدرجة أقل منه في مجتمع اليابان الصناعي.

ترتبط جودة الإنتاج ارتباطا وثيقا بجعل الموظف يعيش في بيئة مستقرة، وجعله يمتلك توازنا نفسيا يسمح له بأن يكون أكثر قدرة على التركيز، واتخاذ قرارات أفضل، والتفكير بطرق مبتكرة. الأشخاص الذين يشعرون بالرضا عن حياتهم الشخصية، سواء داخل بيئة العمل أو خارجها، يكونون أكثر التزاما ليس بالعمل فقط، ولكن أيضا بمعايير جودة الإنتاج في مهنتهم.

في ضوء ما يشهده العالم من تحولات في مفاهيم التنمية المستدامة، ورأس المال البشري، من المهم معالجة وتحقيق جودة الحياة من منظور شامل، وربطها بالأداء والإنتاجية، مع فهم كيف تسهم العوامل النفسية والاجتماعية في تعزيز أو إضعاف جودة الإنتاج داخل المنظمات، جنبا إلى جنب مع التأكيد على دور المؤسسات في بناء بيئة داعمة تسهم في رفع مستوى رضا العاملين وتحقيق نتائج أفضل.

إن الاستثمار في جودة الحياة الشخصية للموظفين ليس رفاهية، بل هو استثمار استراتيجي يعود بالنفع على جودة الإنتاج، وفعالية المؤسسة ككل.

وكلما ازداد اهتمام الفرد بحياته الخاصة وأتيحت له الفرصة لتحسينها وجعلها أفضل تلبية لمقاييس وأنماط عيش هذا العقد الحالي من هذا القرن، وكلما دعمت المؤسسات هذا التوازن، وأتاحت المصادر والآليات المساعدة على بلوغه، كانت النتيجة قوة عاملة قادرة على تحقيق معدلات جودة إنتاج فارقة في الأسواق العالمية.

خطوة واحدة مطلوبة في هذا الاتجاه تتمثل في تغيير مفهوم الربحية، ومفهوم الثراء لأصحاب المؤسسات، وتعزيز قيم الحضارة الأخلاقية، وتصحيح مسارات الفكر الإداري، وإخراج الموروثات الإدارية القديمة من منظومات ومفاهيم القولبة، وإطلاق العنان للمؤسسات عبر قياداتها الواعدة لتتحول إلى مجتمعات مؤسسية وليس إلى مجرد مؤسسات تجارية!

hananabid10@

أخبار ذات صلة

0 تعليق