بيروت - ناجي شربل
يدخل لبنان عدا تنازليا لنهاية سنة 2025، التي شهدت في أبرز محطاتها انتخاب العماد جوزف عون رئيسا للجمهورية في 9 يناير بغالبية 99 صوتا من النواب، أمنت تعديلا للدستور أتاح انتخاب قائد الجيش رئيسا منهيا شغورا رئاسيا استمر منذ 31 أكتوبر 2022. انتخاب ما كان ليتم لولا جهود دولية تولت في معظمهما لجنة خماسية مؤلفة من سفراء معتمدين في لبنان للسعودية ومصر وقطر وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية.
وفـــور أدائـه اليمين الدستورية بصفته الرئيس الرابع عشر للجمهورية اللبنانية منذ الاستقلال، تطرق العماد جوزف عون إلى المحظور من الملفات، محددا حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، وبسط سلطتها على أراضيها كاملة من دون شريك، ومتعهدا العمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإعادة الأسرى وتثبيت حق أهل البلدات الحدودية في العودة، وحقوق المودعين العالقة أموالهم في المصارف.
وسريعا تمت تسمية رئيس للحكومة من خارج النادي التقليدي لرؤساء الحكومات. ووقع الخيار على رئيس محكمة العدل الدولية القاضي نواف سلام، وولدت حكومة غاب عنها الثلث المعطل لأي من مكوناتها.
ولاقت الحكومة الرئيس في خطواته واتخذت قرارات غير مسبوقة في 5 أغسطس و7 منه بشأن حصرية السلاح. وانتهت السنة بحصرية الحركة العسكرية جنوب الليطاني بالجيش اللبناني وحده.
وفي أبرز جرعة دعم دولية للبنان حضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت بعد أيام قليلة من انتخاب الرئيس جوزف عون لتهنئته، ثم زيارة البابا ليو الرابع عشر إلى لبنان في نوفمبر الماضي. وفي أبرز القرارات السياسية لرئيس الجمهورية إطلاق تفاوض مع إسرائيل في الناقورة، والعمل سريعا لتأمين حضور قوات دولية بديلة لقيادة قوات الطوارئ الدولية «اليونيفيل» بعد انتهاء مهمتها في ختام 2026، وهي التي عملت في لبنان مند الاجتياح الإسرائيلي الأول العام 1978.
محطات كثيرة في بلاد دخلت فعلا مرحلة جديدة، عملا بمقولة شهيرة لرئيس الجمهورية «ان لبنان تعب من الحروب، وخصوصا حروب الآخرين»، وهو لم يتردد في توجيه انتقادات قاسية إلى إيران على خلفية دعمها لـ «حزب الله»، من دون ان يكسر الجرة مع الأخير، مبديا كل الحرص والتأكيد على جعل الدولة اللبنانية ضامنة لجميع مكوناتها. ومع نهاية 2025، لم يتردد رئيس الجمهورية بإعلان ترحيل عناوين أساسية من عهده لتنفيذها في 2026. وقد عاضدته الحكومة في إجراء الانتخابات البلدية للمرة الأولى بعد 2016، والتصدي لمسألة حصرية السلاح وإقرار قانون الفجوة المالية.
إلا أن المحظور وقع في أمكنة أخرى، في طليعتها ربط أي مساعدات خارجية بملف السلاح، والتمهيد لضياع حق المغتربين في المشاركة في الانتخابات النيابية المقررة في مايو 2026 من أمكنة إقامتهم أسوة بما حصل في دورتي اقتراع 2018 و2022.
وفي العاصفة الثلجية التي تضرب لبنان، أعلن مركز جرف الثلوج في عيناتا الأرز (شمال لبنان) التابع لوزارة الأشغال العامة والنقل، تنفيذ عمليات إنقاذ طارئة للمواطنين الذين حاصرتهم الثلوج في محلة جرود عيون أرغش - مرجحين. وقد تركزت الجهود بحسب بيان صادر عن الوزارة، على تأمين إخراج المحاصرين وإنقاذ ما أمكن من السيارات والممتلكات، في ظل ظروف مناخية قاسية.
وذكرت الوزارة ان مراكز جرف الثلوج «واصلت عملها الدؤوب من دون انقطاع لفتح الطرقات وإزالة تراكمات الثلوج في عدد من المحاور الحيوية، لاسيما في فاريا - كفردبيان - عيون السيمان - اللقلوق - قناة باكيش - طريق صنين- الأرز - عكار، بما يسهم في الحفاظ على انسيابية السير والحد من المخاطر على المواطنين». وفي يوميات الاعتداءات الإسرائيلية جنوبا وبقاعا، تعرضت بلدة كفرشوبا صباح الأحد لرشقات رشاشة ثقيلة من موقعي الجيش الإسرائيلي في رويسة العلم والسماقة، ما أدى إلى أضرار بعدة منازل. كما نجت إحدى العائلات بعدما ضربت الرشقات وسط المنزل وحطمت زجاج النوافذ.







0 تعليق