بيروت - أحمد عزالدين وبولين فاضل
توقف السفير المصري في لبنان علاء موسى عند «ما يتعرض لبنان له من تهديدات في الجنوب ومناطق أخرى»، مؤكدا أنه «مع توجيهات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لجميع المسؤولين في مصر، يجري العمل على تخفيض حدة التوتر والتصعيد. وكانت هناك اتصالات مكثفة في الفترة الأخيرة لوزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي مع مختلف الأطراف الرئيسية في الإقليم وخارجه، وأن الجهد سيتواصل في الفترة المقبلة».
وأضاف موسى في مؤتمر صحافي عقده في مقر السفارة المصرية: «نعتقد أنه مع المزيد من الجهد والتنسيق مع الشركاء، يمكن الوصول إلى شيء، ونرجو أن تنخفض حدة التوتر في الفترة المقبلة. ولدينا قناعة بأن عدم بذل المزيد من الجهد في هذا الإطار قد تكون له عواقب غير طيبة.. العنوان الرئيسي هو أن لدينا اتفاق 27 نوفمبر 2024 ولا بد من تطبيقه من مختلف الأطراف. وهناك القرار 1701 الذي لا بد من تطبيقه، وهذا هو مرجعنا في تواصلنا مع كل الأطراف وإن شاء الله الفترة المقبلة تشهد تحسنا في هذا الملف».
وردا على سؤال عن وجود إنذار للبنان قبل السنة الجديدة من عواقب وخيمة، قال السفير المصري: «لا يوجد لا إنذار ولا تحذير، إنما مصر تقول إن هناك اتفاقات موقعة يجب تطبيقها من مختلف الأطراف، وهي ترى أن لبنان قام بدور مهم والجيش اللبناني قام بدور مهم في الجنوب. ونحن كسفراء كنا شهود عيان على هذا الأمر، وهناك جهد يجب بذله أيضا في المستقبل. ومصر تعتقد أن الحل الوحيد هو تطبيق هذه الاتفاقات والعودة إلى المرجعيات التي تستند إليها، وهذا ما ننسقه مع الشركاء الأصليين في هذا الملف وعلى رأسهم الولايات المتحدة».
وعما إذا كان قد سلم مسؤولين في «حزب الله» دعوة لزيارة القاهرة، وصحة رفض «الحزب» مبادرة حملها رئيس المخابرات المصرية، أجاب السفير المصري: «الجهود التي تبذلها مصر على أكثر من مستوى ومسار، لأن الملف متشابك ومعقد وفيه الكثير من التفاصيل. وما أؤكده أن مصر لن تتوقف يوما عن بذل الجهود. والتواصل مستمر مع مختلف الأطراف داخل لبنان وخارجه وصولا إلى تهدئة حدة التوتر. والقناعة المصرية هي أن الجهد المتواصل سوف يأتي بنتيجة.. وفي هذه المرحلة، نستكشف مع الأطراف الإقليمية والدولية ما هي الأرضية المشتركة وكيفية المضي إلى الأمام بخطوات مهمة تعيد الثقة، ونرجو أن تشهد السنة المقبلة المزيد من المؤشرات الإيجابية».
وفي المقابل، أعرب رئيس الجمهورية العماد جوزف عون خلال استقباله وزير البترول والثروة المعدنية المصري م.كريم بدوي عن «امتنان لبنان رئيسا وشعبا للدعم الذي تقدمه مصر للشعب اللبناني بتوجيه من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي»، معتبرا ان توقيع لبنان ومصر لمذكرة التفاهم لتلبية حاجات لبنان من الغاز الطبيعي المخصص لتوليد الطاقة الكهربائية من الجانب المصري «خطوة عملية وأساسية سوف تؤمن للبنان القدرة على زيادة إنتاج الطاقة الكهربائية للمواطنين اللبنانيين والمقيمين فيه، وتخفف من التقنين المتبع».
وكان الوزير بدوي عرض للرئيس عون خلال اللقاء الذي حضره السفير المصري موسى والوفد المرافق للوزير المصري، اهتمام بلاده بملف الطاقة في لبنان كترجمة عملية لتوجيهات الرئيس السيسي وكنتيجة سريعة لزيارة رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي قبل أيام إلى بيروت. وأشار إلى ان التعاون اللبناني - المصري في مجال الغاز سيكون من ثمار العلاقات اللبنانية - المصرية المتينة، لاسيما ان مصر سوف تقدم كل الدعم للبنان في هذا المجال من خلال الخبرات والإمكانات المصرية في مجالات عدة، منها استكشاف حقول الغاز واستخراجه ونقله وتوزيعه على القطاعات الصناعية والمنازل ومحطات توليد الطاقة الكهربائية.
وعلى خط آخر، قال مصدر رسمي لـ «الأنباء» ان «إفشال خطة انتشار الجيش اللبناني، أو القيام بحرب إسرائيلية ضد لبنان (خط أحمر)، في مقابل هذا التوجه الدولي، فإن الإرادة اللبنانية حاسمة لاستكمال حصرية السلاح من دون الالتزام بسقوف أو إجراءات محددة»، مشيرا إلى ان «الاهتمام ينصب على الخطوة الثانية حول حصرية السلاح شمال الليطاني والتدابير التي ستتخذ، وسط تباين في المواقف بين من يطالب بأن يكون تنفيذ الخطوة مقابل إجراءات إسرائيلية ليس أقلها الانسحاب من المواقع المحتلة وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701، ومن يرى أن تجميد مسار بسط سلطة الدولة اللبنانية وحصرية سلاح سيعطي إسرائيل الذريعة لتوسيع عدوانها، وان كانت في غالبية الأحيان لا تحتاج إلى الأعذار».
بدوره، قال رئيس حزب «القوات اللبنانية» د.سمير جعجع في عشاء حزبي، إنه لا عقدة تجاه «حزب الله»، ولا دوافع سياسية أو انتخابية ضيقة للحديث عنه، إلا أن السبب الوحيد لتكرار التصويب عليه في التصريحات هو الضرر الكبير الذي ألحقه بلبنان، «فوجوده خرب البلاد». وشدد على أن «القوات» ستستمر في مواجهة «حزب الله» سياسيا «وقول الحقيقة من دون خوف أو مساومة، لأنه مادام هناك سلاح خارج الدولة لا دولة فعلية في لبنان».
واعتبر جعجع أن «حزب الله أكبر مصيبة في تاريخ لبنان الحديث، لأنه عطل الحياة السياسية، ومنع قيام الدولة، وأدى إلى الانهيار الاقتصادي والمالي والثقافي». وشدد على أن استمرار دعم إيران لـ «حزب الله» ليس مجانا «بل لخدمة أهداف إقليمية، وللاستخدام كورقة تفاوض دولية، على حساب استقرار لبنان وأمنه».











0 تعليق