تطهير البيت.. رسالة ربانية وأمانة وطنية

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تطهير البيت.. رسالة ربانية وأمانة وطنية, اليوم الخميس 29 مايو 2025 12:51 صباحاً

حين تهل مواسم الحج المباركة تستعد المملكة بكل أجهزتها وإمكاناتها لخدمة ضيوف الرحمن لاحتواء الأفئدة التي تهوي من كل فج عميق، إنها لحظة عظيمة تتجسد فيها القيم الإنسانية من تنظيم، وإحسان، وحسن استقبال، ومن خلال عظمة هذا المشهد تبرز تحديات كثيرة منها محاولات البعض تجاوز الأنظمة والتعليمات الضابطة لهذه الرحلة الإيمانية، وهنا يأتي دور الحزم والعزم اللذين يحضران بشدة ليعلنا بوضوح أن أمن الحجيج وسلامتهم أولوية لا تقبل المساومة من منطلق الرسالة الربانية في سورة البقرة الآية 125 «أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود».

هذا العهد المأخوذ على نبينا إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ما هو سوى امتداد متوارث تبنته حكومة خادم الحرمين الشريفين كأمانة لتطهير الأماكن المقدسة من كل دنس وعبث؛ وحملة «لا حج بلا تصريح» تعكس فهما عميقا لأهمية النظام والتنظيم، وذلك بفرض غرامة تصل الى 20,000 ريال على من يؤدي الحج دون تصريح، وسجن وتغريم مالي يصل الى 100,000 ريال وعقوبات مشددة على من ينقل المخالفين والترحيل والمنع من دخول المملكة للمقيمين المخالفين لمدة تصل لـ10 سنوات وتسيير طائرت دون طيار لتعقب المتسللين كل هذه الإجراءات ليست مجرد قرارات عابرة، بل هي تطهير أمني للتأكيد على قدسية المكان والزمان.

قد يرى البعض هذه العقوبات مبالغا فيها، ولكن الحقيقة تتجلى لمن عمل وعايش بمواسم الحج السابقة يدرك تماما أن مخالفة الأنظمة ليست مجرد تجاوز للقانون فقط، بل تعتبر تهديدا مباشرا لأمن وسلامة ملايين الحجاج لنتخيل حجم المخاطر التي قد تنجم عن ازدحام عشوائي وتسلل آلاف الأشخاص دون تخطيط مسبق وحوادث تدافع، واختناقات، وأزمات صحية لا تحمد عقباها.

أرى في هذه الخطوات الصارمة تجسيدا لسياسة حكيمة بعيدة النظر تطبق القانون وتبعث برسالة واضحة لكل من ينوي مخالفة النظام أن أمن الحجيج وسلامتهم فوق كل اعتبار، وهذا بدوره يسهم في تعزيز مكانة المملكة كدولة قادرة ومدبرة لإدارة أكبر تجمع بشري عالمي بمكان واحد وزمان محدد، والذي ينعكس من خلاله التخطيط الاستباقي الذي يحتاج لاستدامة رفع درجة الوعي العام للمواطنين والمقيمين لتحقيق مقاصد الحج الكبرى في الأمن والسلامة والتحفيز على الالتزام الطوعي الذي يجمع بين الحزم والعزم، القانون والتثقيف حتى نصل لمعايير الرؤية الواعدة 2030 من إثراء التجربة الروحانية ورفع جودة الخدمات وتأهيل البنية التحتية وزيادة أعداد الحجاج والمعتمرين.

فالمملكة ليست فقط دولة مضيافة بل مسؤولة تضع أمن ضيوف الرحمن وسلامتهم في المقام الأول وحزمها ضد المخالفين خطوة جريئة تحسب لها، وتقدر لتطبيق الرسالة الربانية وتثبيت الأمانة الوطنية.

فشكرا لمساعيكم وجزاكم الله خير الجزاء.

Yos123Omar@

أخبار ذات صلة

0 تعليق