خلفيات ومستقبل الحرب الإسرائيلية الإيرانية

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
خلفيات ومستقبل الحرب الإسرائيلية الإيرانية, اليوم السبت 14 يونيو 2025 09:51 مساءً

الحروب نهايات مدمرة مظلمة ظالمة دموية تبلغها الدول حينما تضيق عليها الفرص، ويزداد الشحن، وتتفاقم الخطورة، وتختلط الأوراق وقلة وجود المصلحين، أو تحيزهم وتحولهم لأجزاء من الصراع، يدفعونه في الخفاء والعلن للتعنت والتجبر.

الشرق الأوسط أتون الصراعات، ووقود فوضاها، وصعوبة تفكيك أسبابها، وتتبع عقلانيتها، منذ أزمنة طويلة، وحروب الشرق تتزاوج بكثرة وتتوالد مشعلة فتل المعارك الأخرى، بين دول تعرف سواد مستقبلها فتعمل بكل قواها ليوم مواجهة عندها تكرم البلد أو تهان.

إسرائيل تظل الطرف الأكثر تهديدا وقصدا ومحاربة لأطراف عديدة، وإيران تمثل طرف الممانعة فيها، تبني أذرعها، تسلحهم، تصرف عليهم، وتوجههم للمحاربة عنها ومنها ولها.

منطقيا فإسرائيل كانت تعلم أنها الطرف الأكثر مواجهة ضد محيطها، ولذلك ظلت تبني قواتها وتقنياتها وقدراتها داخليا وخارجيا وبكل بعد نظر وحيطة، لتبلغ من القوة والتجسس والاختراقات ما لن يكتشف إلا بعد عقود من الزمن.

أمريكا ظلت تدير الصراعات في الشرق، لصالح حليفتها الزرقاء، وكانت تتدخل بقواتها مرات، والدعم اللوجستي إضافة للتدريب وتقديم الاستشارات على الأرض والبحر، وفي جيرة الأجواء، الملتهبة.

عقيدة أمريكا ظلت تحاول إبقاء الشرق دون أسلحة نووية، رغم غض طرفها عن نووي إسرائيل، فتستميت لمنع إيران من امتلاك النووي.

ترامب وفي فترتي رئاسته عمل جهوده، ومن خلال الوسطاء العرب والغربيين، حاول عقد اتفاقية مع إيران لإقرار ذلك وتنظيمه، وإيران تساهلت، وطمعت وماطلت حتى تكون إحدى الدول النووية.

توقيع الاتفاقية استطال، وأخذ ممرات ملتوية، ولذلك عزمت إسرائيل على كشف ورقتها الأخيرة «صعود الأسد»، قاتلة أو مقتولة، وبدعم من أمريكا، وعمليات تسليح مفتوحة، ومؤازرة من معظم دول الغرب، التي تشارك في الحرب ولو بالصمت الرهيب.

الحرب لا كاسب فيها بالكامل، ولا خاسر بالكلية، فالأضرار والأخطار المستقبلية تتوزع بين الجهتين المتقابلتين، وعلى المتضررين في القرب، وهذا ما ظهر جليا في أول أيام الحرب الإسرائيلية الإيرانية المباشرة، بعد أن تم تقييد جميع الأذرع الإيرانية، لتكتفي فقط بالدعاء.

إسرائيل باغتت العالم، وعاثت بالجو فسادا، وحركت أعوانها على الأرض الإيرانية، ودمرت مناطق الخطورة، وفجرت وعطلت تخصيب اليورانيوم، وقتلت من كبار القادة الكثير، وأثبتت تواجد عناصر الموساد على أرض إيران!

إيران بنظرية عليَّ وعلى أعدائي لم تتردد، ولم تقف قاصرة الحيلة، وانهالت على مدن إسرائيل بالصواريخ البالستية، رغبة منها في تغيير قوانين اللعبة، ولأول مرة، وبهذا الحجم من التدمير الصاروخي الموجع.

من سيفوز في النهاية؟

سؤال بلا جواب موثوق.

فأمريكا تريد نهاية للحوار النووي، وتوقيع المعاهدة مع إيران، بما تريده.

الشرق مناطق خوف وحذر، والجيرة متضررة، أمنيا وعسكريا واقتصاديا، والمواجهات مليئة بالمفاجآت، ولا بد من نهاية للفيلم، يتقبلها الجميع ولو جبرا، ويتعاملون معها وكأنها الحقيقة الأصيلة الكاملة.

إنها ولا شك تعد من أسوأ الفترات على منطقة الشرق الأوسط، وأكثرها حرجا، بيادق الشطرنج يتم تحريكها، وتتساقط، ولا أحد يعرف كيف ستكون النقلات القادمة.

الشعوب العربية العقلانية عانت كثيرا، وملت من انتظار السلام الدائم والتنمية والتقدم بعيدا عن تخلف العداوات، وأضرار التجييش والتسليح والحروب والتخلف والتغريب.

أخبار ذات صلة

0 تعليق