«السمن البري» في الحدود الشمالية.. منتج تراثي تدعمه الثروة الحيوانية

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«السمن البري» في الحدود الشمالية.. منتج تراثي تدعمه الثروة الحيوانية, اليوم الأربعاء 6 أغسطس 2025 12:52 صباحاً


يمثل السمن البري في منطقة الحدود الشمالية، إرثا عريقا يختزن بين طياته تاريخ المكان، وروح الإنسان البدوي، الذي ارتبط بالحيوان والمراعي منذ القدم، وتحتل صناعة السمن مكانة خاصة وحضورا بارزا في الأسواق الشعبية، والمناسبات الاجتماعية، محتفظة بقيمتها العالية التي تميزها عن غيرها.

وتبدأ صناعته من حليب الأغنام التي تزخر بها المنطقة، إذ تحتضن الحدود الشمالية ما يزيد على 7 ملايين رأس من الماشية، وتعد من أغنى مناطق المملكة في الثروة الحيوانية، لتكون إحدى الركائز الأساسية للأمن الغذائي الوطني، وتكمن جودة السمن في طبيعة المراعي التي تتغذى عليها المواشي، خصوصا مع تميز المنطقة بأجوائها الصحراوية المعتدلة، حيث تكتسي الأرض في مواسم الربيع بالنباتات البرية مثل: القيصوم، والشيح، والرمث، وتجعلها بيئة مناسبة لتربية الأغنام والإبل والماعز، مما يمنح الحليب نكهة مميزة تنعكس على طعم السمن ولونه ورائحته.

وتعد لحظة حلب (الحليب الطازج) أولى بدايات رحلة السمن البري وبعدها يتم خضه يدويا في أوعية جلدية تقليدية تعرف بالصميل حتى تتحول السوائل إلى زبدة نقية، ثم تطهى بهدوء على نار هادئة داخل أوان نحاسية حتى ينفصل الدهن عن باقي المكونات، ليتحول إلى سمن ذهبي اللون تفوح منه رائحة الأصالة، وفي بعض الحالات تضاف أعشاب برية لتعزيز النكهة وضمان الحفظ، قبل أن يعبأ في القرب الجلدية أو الأواني الزجاجية الحديثة التي تلبي احتياجات السوق.

وبحسب روايات كبار السن، فإن السمن لم يكن غذاء فحسب، بل كان جزءا من ثقافة المقايضة في الماضي، ومع مرور الزمن ظل السمن حاضرا ضمن مائدة الضيافة، يقدم بجانب التمر والقهوة السعودية، ويدخل في إعداد عدد من الأطباق الشعبية مثل: الجريش، والمرقوق، ليبقى رمزا للكرم الذي اشتهر به أهل الشمال.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق