نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أطفالنا بين الكالسيوم والهشاشة, اليوم الثلاثاء 9 يوليو 2024 11:39 مساءً
في الواقع إن أعراض نقص «الكالسيوم» لا تبدأ مباشرة بعد نقص إمداد الجسم، لكنها تظهر بمرور الوقت على أجهزة الجسم، والتي يمكن أن تتطور إلى زيادة خطر الإصابة وظهور بعض الأمراض والتي تتصدرها هشاشة العظام وانخفاض كتلة العظام.
ومن خلال تشخيص معظم حالات الأطفال في عيادتي وجدت أن النمط الغذائي لديهم غير صحي «من الفطور وإلى العشاء وما يتخللهما»، إذ يتناولون وجبات لا قيمة غذائية لها أو فوائد يستفيد منها الجسم، وبالتالي سهولة التعرض لمشاكل نقص الكالسيوم في الجسم، وهو ما يؤثر على نموهم ويزيد من خطر إصابتهم بمختلف الأمراض ومن ذلك - على سبيل المثال - ضعف العضلات والعظام، ضعف الأسنان وتعرضها للتكسير، زيادة مخاطر الإصابة بالتهابات اللثة ونزيفها، ضعف شديد في الأظافر مع تكسيرها وظهور البقع عليها، عدم القدرة على التركيز، حدوث جفاف شديد في البشرة والشعر وكل ذلك نتيجة نقص الكالسيوم والعناصر الغذائية بالجسم.
ما يجهله الأبناء الأعزاء أن الجسم يحتاج إلى الكالسيوم لبناء عظام قوية والحفاظ عليها، فأكثر من 99% من الكالسيوم في الجسم مخزون في العظام والأسنان وفي مجرى الدم، كما أن الكالسيوم يستخدم لإرسال إشارات عصبية وإفراز هرمونات مثل الأنسولين، وتنظيم كيفية انقباض وتوسع العضلات والأوعية الدموية، فعندما تكون كمية الكالسيوم التي يتناولها الفرد غير كافية، يقوم الجسم بسحب الكالسيوم من العظام، مما يجعلها ضعيفة وهشة، وهذا يمكن أن يؤدي - لا سمح الله - إلى هشاشة العظام، ومن الممكن أيضا أن يؤدي نقص الكالسيوم إلى عدم انتظام نبضات القلب والتأثير على الأعصاب والشعور بوخز أو تنميل في الأطراف.
ونأتي إلى السؤال الأهم، ما هي الأطعمة التي تسرق الكالسيوم من العظام وتتسبب في هشاشته؟
والإجابة بالطبع تتمثل في الاستهلاك المفرط للملح والمشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والشاي الأسود لكونها تطرد الكالسيوم من الجسم بينما يمنع أيضا امتصاص المعادن في الأمعاء، وهناك المشروبات الغازية ليس فقط بسبب نسبة السكر العالية فيه بل أيضا نتيجة الفوسفات الموجود والذي يمنع امتصاص الكالسيوم في الجسم، كما بينت تقارير صحية أن استهلاك المشروبات الغازية بشكل يومي يقلل بشكل كبير من كثافة العظام، ومن المسببات أيضا قلة الحركة، فجسم الإنسان يحتاج إلى الحركة والرياضة، فإذا لم يتحرك الفرد يوميا بشكل جيد فإنه لا يحفز الخلايا المسؤولة عن تكوين العظام بشكل جيد، ولأن الهيكل العظمي محمي بالعضلات المحيطة فكلما كانت أقوى كانت العظام أقوى، لهذا فأهمية الرياضة مهمة لجميع الشرائح العمرية دون استثناء.
أخيرا.. المصادر الغذائية للكالسيوم عديدة ومنها يشتهر الحليب والزبادي والألبان والجبن والطحينة والبطاطا الحلوة بالمحتوى الغني من الكالسيوم، كما يوجد الكالسيوم في عديد من الخضراوات الورقية الخضراء مثل السبانخ، والملوخية، إلى جانب البروكلي، واللفت، وأيضا المكسرات مثل اللوز، والجوز، والبندق، والكاجو أيضا يحتوي على نسبة جيدة من الكالسيوم، وهناك الأسماك كالسردين والسلمون وبعض الأسماك الأخرى، وتعتبر البقوليات من مصادر الكالسيوم ومنها اللوبيا ذات العيون السوداء، والحمص، والفول، والفاصوليا، والتين الطازج والمجفف من المصادر الغنية بالكالسيوم، والبازلاء والعدس يعتبران من المصادر الجيدة لمعدن الكالسيوم، كما يوفر كوب واحد من عصير البرتقال الطازج حوالي 72 مجم من الكالسيوم، حيث يشتهر البرتقال أيضا بكمياتها العالية من فيتامين سي الذي يساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم بشكل أفضل، مع التنويه بأن البالغون يحتاجون إلى تناول كمية من الكالسيوم تعادل 1000 ملغ يوميا، أما الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4-18 سنة فيحتاجون إلى استهلاك 1300 ملغ يوميا، أما كبار السن فيحتاجون إلى 1200 ملغ يوميا، ويجب أن تكون كمية الكالسيوم المستهلكة خلال فترة الحمل والرضاعة أكبر من ما هي عليه في الأيام العادية من أجل ضمان النمو المطلوب للهيكل العظمي، ومن هنا يجب أن يحرص الأبناء الغاليين على الوجبات الصحية التي تمد أجسامهم بكل المعادن والفيتامينات الضرورية للنمو الصحي.
0 تعليق