"الغارديان": قرار مجلس الأمن بشأن غزة "الأغرب والأكثر غموضًا" في تاريخ الأمم المتحدة

دنيا الوطن 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"الغارديان": قرار مجلس الأمن بشأن غزة "الأغرب والأكثر غموضًا" في تاريخ الأمم المتحدة, اليوم الثلاثاء 18 نوفمبر 2025 05:51 مساءً

رام الله - دنيا الوطن
وصفت صحيفة "الغارديان" البريطانية قرار مجلس الأمن بشأن غزة بأنه القرار "الأغرب والأكثر غموضًا" في تاريخ الأمم المتحدة، معتبرة أنه يمنح الرئيس الأميركي دونالد ترامب "سيطرة شبه مطلقة" على القطاع عبر "مجلس السلام" المزمع تشكيله للإشراف على قوة دولية لتثبيت الاستقرار، رغم غياب أي وضوح حول هوية الدول المستعدة للمشاركة في هذه القوة.

ووفق التقرير، يرى دبلوماسيون أوروبيون أنهم حققوا "انتصارًا معنويًا" لمجرد انتزاع اعتراف مبعوث إدارة ترامب بعبارة "تقرير المصير الفلسطيني وإقامة الدولة"، رغم أنها وردت بصياغة عامة وغير مُلزمة.

مجلس سلام غامض وصلاحيات واسعة 

وأشار التقرير إلى أنّ القرار الذي أقره مجلس الأمن مساء الثلاثاء، والهادف إلى تحويل وقف إطلاق النار الهش في غزة إلى مسار سلام فعلي، "يعد من أغرب القرارات في تاريخ الأمم المتحدة"، إذ يمنح ترامب رئاسة "مجلس السلام" لقيادة المرحلة الانتقالية في غزة لمدة عامين، وهو مجلس سيشرف على قوة حفظ سلام متعددة الجنسيات، ولجنة تكنوقراط فلسطينية، وقوة شرطة محلية.

وأضاف التقرير أن أحدًا لا يعرف من سيشارك في "مجلس السلام"، إذ اكتفى ترامب بالقول عبر منصاته: "سأرأسه أنا، وسيضم أقوى القادة وأكثرهم احترامًا حول العالم". ورغم أن المجلس سيرفع تقاريره إلى مجلس الأمن، إلا أنه لن يخضع مباشرة لسلطته أو لقرارات الأمم المتحدة السابقة.

كما لم تتضح الدول التي ستنضم إلى قوة الاستقرار الدولية، رغم محاولات واشنطن إقناع دول بينها مصر وإندونيسيا وتركيا والإمارات، والتي تبدي - بحسب التقرير - ترددًا كبيرًا.

نزع السلاح ومخاوف المواجهة مع حماس 

وينص القرار على أن تتولى قوة الاستقرار "عملية نزع السلاح" في غزة، بما يشمل سحب أسلحة حركة حماس، التي أعلنت فور التصويت أنها "لن تنزع سلاحها". ويرى التقرير أن الدول المحتمل مشاركتها في القوة الدولية "لا تبدو راغبة في مواجهة مقاتلين يمتلكون خبرة طويلة في القتال".

وفي المرحلة الانتقالية، ستبقى القوات الإسرائيلية مسؤولة عن الأمن في المناطق التي تحتلها حاليًا، وهو ما قد يفتح الباب لاشتباكات جديدة، وفق الصحيفة، في ظل احتمالات تردد إسرائيل في الانسحاب.

كما يلف الغموض لجنة التكنوقراط الفلسطينية المكلفة بإدارة شؤون القطاع اليومية "تحت قيادة ترامب"، إذ سيكون من الصعب - وفق التقرير - إيجاد شخصيات فلسطينية تقبل بهذه الصيغة وتتمتع في الوقت نفسه بنفوذ فعلي لدى سكان غزة.

شرعية دولية لرؤية ترامب 

ورغم الضبابية، حصل القرار رقم 2803 على شرعية القانون الدولي، إذ أقره مجلس الأمن بأغلبية 13 صوتًا، مع امتناع روسيا والصين عن التصويت. واعتبر التقرير أن هذا القبول يعكس "إرهاقًا دوليًا" من الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، والتي أسفرت عن أكثر من 70 ألف قتيل ودمار 70% من مباني القطاع، بينما خلصت لجنة أممية إلى أن إسرائيل ارتكبت "إبادة جماعية" في غزة.

وبعد إقرار القرار، وصف المبعوث الأميركي مايك والتز القرار بأنه "محور جديد للمنطقة يفتح الطريق نحو مستقبل مختلف للإسرائيليين والفلسطينيين".

وعندما جاء دور أعضاء المجلس الآخرين للتحدث، كانوا أكثر حذرًا، حيث صاغوا دعمهم أو موافقتهم بناءً على ما قد يترتب على القرار، بدلًا مما ورد في نصه.

جدل حول الدولة الفلسطينية 

وفي الأيام التي سبقت التصويت، جرى تعديل نص القرار تحت ضغط عربي وإسلامي لإدراج إشارة إلى "دولة فلسطينية مستقبلية". إلا أن الصياغة جاءت فضفاضة ومشروطة، إذ ينص القرار على أنه "قد تكون الظروف مهيأة لمسار موثوق نحو تقرير المصير الفلسطيني وإقامة الدولة" إذا التزمت السلطة الفلسطينية بإصلاحات محددة وتقدمت عملية إعادة إعمار غزة.

ورغم هشاشة النص، اعتبر دبلوماسيون أوروبيون تمكنهم من دفع إدارة ترامب لذكر "الدولة الفلسطينية" بصوت عالٍ إنجازًا مهمًا.

ردود إسرائيلية ودولية 

وبحسب "الغارديان"، أثارت صياغة القرار غضب اليمين المتطرف داخل حكومة بنيامين نتنياهو، ما دفع الأخير إلى تجديد رفضه لأي خطوة نحو السيادة الفلسطينية.

في المقابل، ترى دول أوروبية وإسلامية أن تمرير القرار يبقي ترامب منخرطًا في الملف، ما قد يسهم في زيادة المساعدات الإنسانية ويُبقي نافذة مفتوحة، ولو صغيرة، أمام إمكانية تحقيق تسوية دائمة.

وينقل التقرير عن المفاوض الأميركي السابق آرون ديفيد ميلر قوله إن القرار "يعكس حقيقتين جديدتين: تدويل ترامب ملف غزة داخل القضية الفلسطينية، ودفع حل الدولتين ليكون الخيار النهائي".

وتختتم الصحيفة بأن بعض الحكومات تراهن على أن توسع مشاركة المجتمع الدولي في "مجلس السلام" والقوة الدولية سيحد من احتكار إسرائيل للقرار في غزة، ويتيح فرصة لإعادة تشكيل مسار الحل النهائي، وربما "توجيه ترامب، عبر غروره، نحو المسار الذي تريده هذه الدول".

أخبار ذات صلة

0 تعليق