الجيل الجديد مبدع لكن ليس أنت!

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الجيل الجديد مبدع لكن ليس أنت!, اليوم الثلاثاء 17 يونيو 2025 01:41 صباحاً

الجيل الجديد... ذلك الكائن الذي يعيش في عالم رقمي، يتنفس واي فاي، ويتغذى على التريند. وكلامه كله تطبيقات والكترونيات لا أحد ينكر أنه جيل مبدع، ذكي، خارق أحيانا. اخترع، اكتشف، ابتكر، وتفوق على أجيال كانت تفتخر بأنها عرفت كيف تغير بطارية الريموت من أول مرة، وأحد إنجازاته يعرف كيف يصنع إيميل!

يجب أن نتفق - أيضا - على أن كل عام هو عام متطور أكثر من غيره، وأنه يقدم للبشرية آفاقا أجمل، والمؤكد أنه لا يقود هذا التطور إلا الشباب، وشيء من خبرة الكبار، ومهما حاول - جيلنا - أن يقلل من هذا الجيل بحكم أن الشباب عديم الخبرة، وقليل العلم، ومستعجل كثيرا أو قليلا، أو أنه غارق في وسائل التواصل الاجتماعي لدرجة السذاجة، أو لديه فهم خاطئ لضرورة تجاوز الخبرة إلى النواحي العملية أكثر، فإن هذا الجيل حقق نجاحات كبيرة على مستوى التقنية والصحة والعلاج والفيزياء والكون، لذلك يجب أن نحترم الأجيال الجديدة ونقدرها، ولكن.. يجب أن ندرك أن هذا التطور لم يصنعه كل الشباب، بل بعضهم، أي أن بعض الشباب غارق في المتعة، والآخر غارق في الاكتشافات التي تصنع المال وتصنع الحياة، فعزيزي الشاب: من أي الفريقين أنت؟ وبعبارة أخرى، ما هي آخر اكتشافاتك؟ وما هي آخر مساهماتك في صناعة الحياة؟ وهل أنت إضافة أو عبء؟ هل أنت منتج أو مستهلك؟ هل أنت تضحك أم يُضحك عليك؟

الحقيقة المُرّة؟ ليس كلهم! فبينما بعضهم يصنع التاريخ، الآخر يصنع «ستوري» عن بيتزا بجبنة مطاطة، ويعتبرها إنجازا يستحق التصفيق.

الجيل الجديد استطاع، وبكل جدارة، أن يطيل عمر الإنسان بفعل العلاجات واللقاحات، وبفعل الوعي والاكتشافات، وليس هذا فحسب، بل غزا الفضاء، وأعاد تعريف الفيزياء والقوانين. بعض شباب الجيل الجديد لا ينام، لا يأكل، لا يضحك، إلا وهو يكتب سطرا برمجيا جديدا، أو يرسم خريطة جديدة للمريخ تكتشف لأول مرة. شباب جعلونا نؤمن أن المستقبل ممكن، وأن الحلم ليس بحاجة إلى «واسطة»، بل إلى شباب ذكي جدا وواعٍ. وفي اللحظة نفسها، هناك شباب... نائم، مُستغرق في البحث عن الحلقة العاشرة من مسلسل لم ينزل بعد.

الجيل الجديد يأتي بأفكار جديدة، من الصندوق ومن خارج الصندوق، وأحيانا لا علاقة لها بالصندوق أصلا، ويحصد من هذه أفكارا كبيرة يحدوها نشاط متقد لهؤلاء الشباب لا يتوقف ولا يهدأ، وكأنه في مصنع عقلي بشري، وثمة شباب آخر غارق باللذة أحيانا، وغارق في الكسل أحيانا أخرى، وفي مناسبات مختلفة تجده يتحدث عن جيلهم الذي لم يشاركهم بإنتاج، بل إنه تم استهدافه بأن أصبح المستهلك الأول لأفكار أبناء جيله فحسب، مستهلك كمستهلكي القهوة هذا الوقت.

الجيل الجديد يحب المال ويصنعه في موطنه ويقدمه للعالم، ويبرز بكل قوة، وهو يقدم دائما فكرة جديدة تغريك في أن تفتح جيبك له على مصراعيه، وإن كانت الفكرة أقل من أن يدفع مقابلها الناس مبلغا من المال، فإنهم يجعلونك سلعة، يبيعون معلوماتك للآخرين - وبرضاك يا الطيب - وفي كل الحالات، هذا الجيل الجديد خطير. لكن ماذا عن الشباب نفسهم الذين يستهلكون منتجات أقرانهم، وليس لهم من الفخر إلا أنهم وُلدوا مع هؤلاء في السن نفسها فحسب؟ وإلا فإن الكفة والمال والذكاء والإنتاج تميل لأولئك على حساب هؤلاء!

أخبار ذات صلة

0 تعليق