وارتفاع نسبة الإيجابيات لا يعني غياب الملاحظات المدونة، فكل عمل مهما كانت نسبة نجاحه فهناك ملاحظات سجلها المستفيدون رغبة منهم في تحسين الأداء، والإدارة الناجحة هي التي تتقبل الملاحظات وتعمل على دراستها وإيجاد الحلول المناسبة للقضاء عليها.

والإداري الناجح «هو الشخص الذي يمتلك القدرة على توجيه وقيادة فريق العمل بفعالية نحو تحقيق الأهداف المرجوة»، وإن كان تحقيق الأهداف داخل المنشأة يتطلب وضع خطة واضحة ومحددة، وتوزيع المسؤوليات، وتحديد مؤشرات الأداء الرئيسية، والمتابعة المستمرة، وتقديم التقييم والتحفيز، فإنه بحاجة دوما للبحث عن السبل والوسائل التي تعمل على رضا العملاء لتحقيق أهداف الجودة والتي من أبرزها تحسين جودة الخدمات.

وحينما يكون الحديث عن قطار الحرمين السريع الذي انطلقت أولى رحلاته التجارية في 11 أكتوبر 2018 من المدينة المنورة إلى جدة، ثم أخذت مساراتها تنتظم عبر رحلات منظمة ووفقا لمواعيد محددة بمحطات رئيسية شملت مكة المكرمة، جدة (السليمانية)، جدة (مطار الملك عبدالعزيز الدولي)، مدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ، فإنه يكون حديثا عن عمل جيد نال ثقة الكثير المواطنين والمقيمين، كما حظي برغبة المعتمرين والحجاج من خارج المملكة وداخلها في جعله وسيلة لتنقلاتهم بين المدينة المنورة ومكة المكرمة وجدة، وهذا ما سجلته الإحصائيات.

ولا يعني نجاحاته المحققة في إجراءات الحجز وانتظام الرحلات غيابا تاما لملاحظات المستفيدين، فالملاحظات موجودة ولا تعني فشل المنشأة أو خطأ الإدارة لكنها توضح أن هناك إجراء متبعا بحاجة إلى إعادة تقييم للقضاء عليها.

ومن أبرز الملاحظات التي دونها الكثير من المستفيدين على قطار الحرمين ما يشاهد في محطة مغادرة مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة عدم السماح للركاب بدخول مبنى المحطة قبل موعد السفر بساعة، وفي حال وصولهم قبل ذلك فعليهم الانتظار خارجها، والانتظار خارجها وهو ما يعني الوقوف أمام بواباتها أو بطرقاتها لعدم توفر المقاعد الكافية للجلوس.

وهنا يأتي السؤال كيف يكون حال كبار السن من الرجال والنساء؟
قد يكون عذر إدارة القطار مساحة المحطة داخل المطار، والعذر هنا يكون مقبولا في حال وجود ركاب منتظرين داخل المحطة وعدم توفر المقاعد الكافية، لكن أن تكون المقاعد خالية ولا يسمح للركاب بدخول المحطة فهذا هو المؤلم.

ويمكن لإدارة قطار الحرمين فتح المجال أمام الركاب لدخول المحطة حال وصولهم طالما أنه لا يوجد ركاب داخلها، ويمكنها التنسيق مع شركة مطارات جدة كجهة مسؤولة عن إدارة وتشغيل مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، لتوفير مقاعد كافية للركاب بالمساحة القريبة من المحطة للقضاء على ظاهرة الانتظار الممل الذي يعيشه الركاب الذين عانوا الوقوف أثناء مغادرتهم من جهة سفرهم، وعانوه لحظة انتظارهم لاستلام أغراضهم في السير.