- العنود الصباح: شغفي بالإسبانية والسفر إلى أميركا اللاتينية شكّلا جوهر تجربتي الشعرية
أسامة دياب
أقامت سفارة جمهورية بيرو لدى الكويت الاثنين حفل التدشين الرسمي للمجموعة الشعرية الجديدة للشيخة د.العنود الصباح بعنوان «طريق بلا نهاية»، الصادرة باللغتين العربية والإسبانية، وذلك ضمن احتفالات الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين.
وشهد الحفل حضور عدد من سفراء دول أميركا اللاتينية، وممثل عن وزارة الخارجية الكويتية، إلى جانب والد الشاعرة الشيخ دعيج الصباح وشقيقتها، وجمع من المهتمين بالشأنين الثقافي والأدبي.
وفي كلمته خلال المناسبة، أكد سفير جمهورية بيرو لدى الكويت كارلوس إنريكه توماس خيمينيس جيل، أن هذا الإصدار يشكل إضافة نوعية للتبادل الثقافي بين بيرو والكويت، ويعكس دور الأدب بوصفه جسرا للتقارب بين الشعوب. وتضمن الحفل حلقة نقاشية جمعت الشيخة العنود الصباح وقنصل بيرو في الكويت بيدرو خيمينيس، تناولت تجربة الكتاب ومحاوره الأدبية والفكرية.
ويضم الديوان 52 قصيدة كتبت خلال الفترة الممتدة من عام 2014 حتى 2025، وتتنوع موضوعاتها بين التجارب الشخصية، والتأملات الحياتية، والسفر والطبيعة، متأثرة بتقاليد الأدب اللاتيني الأميركي. كما تتضمن النسخة رسومات مأخوذة من دفاتر خاصة بالكاتبة، أضفت بعدا بصريا مكملا للنصوص الشعرية.
من جهتها، أوضحت الشيخة د.العنود الصباح أن فكرة الكتاب انطلقت من شغفها المبكر باللغة الإسبانية منذ سن السابعة عشرة، وتعزز خلال دراستها للماجستير في الأدب الإسباني وأدب أميركا اللاتينية في جامعة برشلونة، إلى جانب دورات أكاديمية في مؤسسات تعليمية، من بينها الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك. وأشارت إلى أن رحلاتها المتعددة إلى دول أميركا اللاتينية وإسبانيا كانت مصدرا أساسيا للإلهام، حيث اعتادت تدوين يومياتها وانطباعاتها في دفاتر خاصة.
وأضافت أن عنوان الديوان جاء ثمرة تعاون مع الشاعر بيدرو، في سياق تجارب ومشاريع أدبية مشتركة، مؤكدة أن العمل يمثل خلاصة مسار شخصي وأدبي امتد لسنوات، ويعكس التحولات التي مرت بها خلال العقد الماضي.
بدوره، أكد نائب سفير جمهورية بيرو لدى الكويت بيدرو خافيير سيدانو أن ديوان «طريق بلا نهاية» يقدم تجربة شعرية إنسانية عميقة، تنسج الذكريات والمشاعر بين الفرح والحنين، وتقترب من رحلة البحث عن الذات واكتشافها عبر مسارات متعددة تعبر الأمل والحب والصداقة والسعادة، وحتى النسيان.
وأوضح سيدانو أن مفهوم «المسار الذي لا ينتهي» يشكل جوهر هذا العمل، إذ يلامس فكرة الحياة بوصفها رحلة دائمة من الاكتشاف غير المكتمل، محملة بالأحلام والاحتمالات التي تصوغ الإنسان باستمرار. ولفت إلى حضور ثيمتي المودة والأمل بوصفهما عنصرين متكررين في قصائد الديوان، حيث تحمل كل قصيدة نفسا إنسانيا صادقا، وأسلوبا بسيطا متجذرا في اليومي.
وتوقف عند ثيمة الحب بوصفها إحدى المحطات المركزية في الديوان، مشيرا إلى قصيدة «لا أعرف من أنت» التي وصفها بأنها تعبير مكثف عن نهاية الحب وما يرافقها من صمت وصدق جارح. كما أشار إلى تلاقي الشعر مع المكان والذاكرة، حيث تحضر الكويت في النصوص من خلال البحر والصحراء وتاريخهما، بما يحمله ذلك من ارتباط بالهوية والروح والمستقبل.
ولفت سيدانو كذلك إلى حضور بيرو في الديوان عبر رموزها الثقافية والأدبية، لتظهر بوصفها فضاء للقصص والحنين والذاكرة، مؤكدا أن هذا العمل يشكل تحية إنسانية للصداقة، وللأدب والفن باعتبارهما لغة كونية قادرة على توحيد الشعوب، وداعيا القراء إلى خوض تجربة «طريق بلا نهاية» بوصفها مسارا مفتوحا على الاكتشاف.

















0 تعليق