نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الإبداع الشاب.. أفقٌ يتسع مع الجوائز الثقافية الوطنية, اليوم الأحد 21 ديسمبر 2025 03:51 مساءً
ومع هذا العالم سريعِ التغيُّر، تغيَّر أيضاً معنى "الإنجاز"، بعد أن أسهمت الجوائز الثقافية الوطنية في إعادة تشكيل وعي الشباب بمعنى الإبداع، وتوسيع الأفق أمامهم ليؤمنوا بأن ما يصنعونه اليوم -مهما كان حجمه أو شكله- يمكن أن يكون جزءاً من المشهد الثقافي الوطني.
وفي قلب هذه الرحلة، برزت جائزة الثقافة للشباب كعلامةٍ فارقة؛ فهي أول جائزةٍ وطنية تقدم للشباب مساحةً رسمية للتعبير عن منجزاتهم، وتمنحهم اعترافًا مبكراً قبل اكتمال التجربة، وتقول لهم بلغةٍ واضحة: "ابدؤوا الآن... فالبدايات تستحق الاحتفاء تماماً مثل المنجزات الكبرى"، لتصبح الجائزة محفزاً لتغيير نظرة الشباب لأنفسهم.
فالشاب الذي كان يتردد قبل أن يطلق مشروعاً معرفياً صغيراً، بات يدرك أنّ فكرةً مبتكرة أو مبادرةً مجتمعية أو محتوىً إبداعياً قد يكون مُنجَزاً مؤثراً، لا يقل قيمةً عن المشاريع التقليدية.
والشاب الذي كان يظن أن عليه الانتظار حتى النضج الكامل، بات يعرف أن اللحظة الأولى من الإبداع هي نفسُها لحظةٌ تستحق الاعتراف، وأن الطريق الطويل يبدأ بخطوةٍ واضحة، تدعمها الجوائز وتسلّط الضوء عليها.
وتأتي أهمية هذا التحفيز في وقتٍ تتسارع فيه وتيرة التطور الثقافي، فالشباب اليوم هم القوة المحركة للمبادرات التطوعية، والمشاريع الرقمية، والمنصات التعليمية، والبرامج الفنية الجديدة، حيث أصبحوا يبتكرون طرقاً جديدة للتفاعل مع الثقافة، ويصنعون محتوىً يعيد قراءة الهوية، ويقدمون مبادراتٍ تربط التراث بالحياة اليومية، ويقودون حراكاً معرفياً لم يكن موجوداً على هذا النطاق قبل سنواتٍ قليلةٍ فقط.
كل هذا يتحول إلى أثرٍ ملموسٍ حين يرى الشباب أن هناك منصةً وطنية كالجوائز الثقافية الوطنية تُقدّر هذا التنوع، وتستقبل مشاركاتِهم، وتمنحهم مقعداً متقدماً في حفلٍ يُتوِّج المبدعين ويكرّم التجارب الواعدة.
فمع كل دورةٍ من نُسخ الجوائز الثقافية الوطنية التي انطلقت عام 2020، تتّسع دائرة المشاركات، وتتنوّع أشكال الإبداع، ويترسّخ حضور الشباب في كل قطاع من القطاعات الستة عشر التي تغطيها الجوائز.
لقد أعادت الجوائز وخاصةً جائزة الثقافة للشباب تعريفَ الإنجاز بوصفه مفهوماً حياً يتغيّر مع الزمن؛ فالإنجاز قد يكون صورةً فوتوغرافية، أو دراسةً بحثية، أو عملاً أدائياً، أو مبادرةً مجتمعية، أو محتوىً رقمياً يعيد كتابة علاقة المجتمع بالمعرفة.
ومع هذا التغيير، أصبحت الثقافة بالنسبة للشباب أكثر من مجرد خيار، فهي مساحةٌ مفتوحة للابتكار، تتّسع للأفكار الصغيرة قبل المشاريع الكبرى، وللخطوات الأولى قبل الأعمال المكتملة.
وهكذا، لم تُغيِّر الجوائزُ الوطنيةُ الشبابَ فحسب، بل كشفت كوامن إبداعهم، واحتفت بما يصنعونه كل يوم، وساعدتهم على رؤية أنفسهم جزءاً من الحكاية الثقافية السعودية المتجددة.

















0 تعليق