نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الكرم والكاميرا, اليوم الثلاثاء 22 يوليو 2025 11:33 مساءً
يتصل عنوان المقال بمقولة للصديق الشمالي فهيد العديم «إن الكرم والكاميرا لا يجتمعان في لحظة واحدة» كعادته في نقد المظاهر السلبية يأتي ساخرا هادئا في وجه العموم، ومقابل معطيات المشهد التي تمنع إنكار وجود تطرف سلوكي في المناسبات الاجتماعية عند البعض، من الإسراف في الولائم إلى التسويق لها بالكاميرا المتجولة بين الصحون، والطامة في قيام البعض بالتعليق على الوليمة وتعزيز صاحبها بما يجافي المعروف عنه عند من يعرفه عن قرب، مع ذلك اختراق خصوصية الحضور، والعلة في وسائل التواصل الاجتماعي إن لم تضخم المسألة أكثر نقلتها بسرعة.
يظهر والله أعلم أن البعض يدفع تكلفة التصوير والتسويق، وبالذات الطارئون على النعم اللاهثون وراء إشباع حاجات الذات بالمديح والإطراء.
باختصار، انتشار ظاهرة تصوير الولائم وتسويق المناسبات حالة لا تخرج عن كونها استخفافا بالنعم بداية، وفيها محاولات يائسة استفزازية هدفها الوصول إلى مكانة اجتماعية أو تسديد نقص وربما للتعبير عن الثراء ومزاحمة بعض الوجهاء بطريقة سلبية، هذا ما يوحي به واقع الأمر المفتوح على احتمالية وجود علل نفسية تدفع البعض إلى ذلك. مثل هذه السلوكيات التي يقوم بها بعض أفراد المجتمع معدية وقابلة للانتشار، والثابت أنها لا تتصل بالكرم لا من قريب ولا من بعيد، هي في الحقيقة إلى الإساءة إلى المجتمع السعودي عند المجتمعات الأخرى أقرب وقابلة للتوظيف ضده، وقبل ذلك المجتمع السعودي مثله مثل أي مجتمع في العالم، فيه فئة متدنية الدخل أو فقيرة يجب دعمها، فإن تعذر ذلك فتقدير حالها ومراعاة مشاعرها وآلامها أوجب من استفزازها بالتباهي بالولائم الباذخة والسيارات الفارهة، حتى لا تصل إلى حالة النقمة على المجتمع، أيضا الحقد والجنوح إلى المزالق المنتهية إلى نتائج لا تخدم المجتمع بل تلحق به الضرر والمنافذ إلى ذلك متعددة.
ختاما، أي مناسبة يتم تتبع صحونها بعدسة الكاميرا وتفخيمها بتقنيات التصوير ومن ثم نشرها لا تتصل بالكرم ولا تعبر عنه أبدا، للكرم بيوت تحترم الضيف وتحمي خصوصيته وتقدر النعم. أنتهي هنا وبكم يتجدد اللقاء.
0 تعليق